العَيْنُ تَدْمَعُ والفُؤاد يُوَدِّعُ
والكُلُّ في أَرْضِ الرُّكُوبَةِ مُفْجَعُ
رَحَلَ الجَوَادُ بِجُودِهِ وسَخَائِه
رَحَلَ الكَرِيْمُ فَكُلُّ عَيْنٍ تَدْمَعُ
رَحَل الحَبِيبُ فَيا لِهَولِ مُصِيْبَتِيَ
رَحَلَ الحَبِيْبُ فَذِكْرُهُ مُتَرَبِّعُ
مَاتَ الذِي رَضَعَ السَّمَاحَةَ والنَّدَى
مَاتَ الَّذِي لِلْجُودِ دَوماً يُسْرِعُ
مَاتَ الذِي يَرْعَى الفَقِيْرَ وَ يَحْتَوِي
أَبْنَاءَهُ وَبَنَاتِهِ بَلْ يَدْفَعُ
حَزِنَ الجَمِيعُ كَبِيرُهُمْ وَصَغِيرُهُم
مَاتَ الذِي لِلْخَيْرِ دومَاً يَزْرَعُ
كُلُّ الأَحِبَّةِ قَدْ أَذَابَ قُلُوبَهُمْ
فالشَّيْخُ إسْمَاعِيْلُ جُودٌ يَسْطَعُ
مَعْرُوفُهُ وسَخاؤُهُ وَوَفَاؤُه
قَمَرٌ يُضِيءُ وَجَوْهَرٌ لا يُنْزَعُ
حُبّاً لِفِعْلِ الخَيْرِ يَسْعَى دَائِماً
كَيْمَا يَرى أَحْبَابَهُ يَتَرَبَّعُوا
يَا إِخْوَتِي صَبْراً فَإِنَّ أَبَاكُمُ
بِالخَيْرِ يُذْكَرُ بِالوَفَاءِ مُرَصَّعُ
اللّهُ أَنْطَقَهُ بِخَيْرِ عِبَارَةٍ
قَدْ قَالَهَا خَيْرُ البَرِيَّةِ أَجْمَعُ
مَنْ قَالَهَا عِنْدَ المَمَاتِ فَإنَّهُ
فِي جَنَّةٍ فِيْهَا السَّعَادَةُ مَنْبَعُ
يَارَب فَارْحَمْ والِدِي واغْفِرْ لَهُ
واجْعَلْهُ فِي رَوضِ الجِنَانِ يُمَتَّعُ
هَذَا أَبِي نِعمَ الحَبِيبُ فَإِنَّهُ
شَمْسٌ تُضِيءُ وضَوؤُهَا لا يُقْطَعُ
هّذَا أَبِي عَيْنُ الفُؤادِ وَمُهْجَتِي
فاللّهُ يَرْحَمُهُ فَنِعْمَ المَرْجِعُ